اسليدرالثقافة

سلسلة مقالات لُغويّة ” الأخطاء الشائعة “

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم  أ : مصعب أبوبكر أحمد

شاعت في اللغة العربية أخطاءٌ صرفيّة كثيرة ، نجدها تنهشُ في بناءِ الكلمة وصحة استخدامها . ومما لا شكّ فيه أنه لأمر جلل ، خطرٌ يدّري ” بنت الضاد ” سيوردها موارد الهلاك إن لم تقف الأجهزة المعنية بالتصدي لهذه الأخطاء. لا سيما مجامع اللغة العربية في كل مكان . ومن بين هذه الاستخدامات الخاطئة :
* يقولون : حرمه من الإرث ، فيعدُّون الفعل – حرم – إلى المفعول الثاني بحرف الجر ( من ) . والصواب : حرمه الإرث ، بنصب مفعولين ، أي الفعل – حرم – يتعدى إلى مفعولين تعدياً مباشراً . وقد أجاز بعض اللغويين : ( أحرمه الشيء ) أي أحرمه إياه ، ومن ذلك ماورد في قول ابن النحّاس في قصيدته العينيّة المشهورة :
وأحرمني يوم الفراق وداعه
وآلي على أن لا أقيم بأرضه
* يقولون : تحرّى عن الأمر ، فيعدّون الفعل ( تحرى ) بحرف الجر “عن” والصواب : تحرى الأمر ، وتحرى فلان الأمر ، ويقال فلان حرِيٌّ بكذا ، أي خليقٌ وجديرٌ وحقيقٌ . ومنه كذلك ( أحرِ به ) أي : أجدِر به . قال الشاعر :
فأحرِ بمن رامنا أن يخيبنا
فإن كنت توعدنا بالهجاء
وقد اشتق التحري من ( أحرِ به ) وهو يعني توخّي الأولى وقصد الأحق ، كما تدل على ذلك طائفة من النصوص اللغوية نذكر من بينها : قول الله عز وجل : ( فمن أسلم فأولئك تحروا رشداً ) – سورة الجن – أي : توخوا وعمدوا .
* يقولون : هذا الكتاب عديم الفائدة . والصواب : هذا الكتاب معدوم الفائدة ، جاء في معجم مقاييس اللغة : العين والدال والميم من أصل وآحد ، يدل علي فقدان الشيء وذهابه ، وعدم فلان الشيء إذا فقده ، وأعدمه الله تعالى كذا ، أي : أفاته ، والعديم الذي لا مال له . وجاء في لسان العرب : رجل عديم : لا عقل له . فالعديم الذي لايملك المال ، وهو الفقير ، من أعدم أي : افتقر . وقد حمل معنى هذه اللفظة من المعنى المادي إلى المعنى المعنوي .
* يقولون : انسحب الفريق من المباراة . والصواب : خرج الفريق من المباراة ؛ لأن السحب جرّ الشيء هلى وجه الأرض ، كالثوب وغيره . ورجل سحبان : أي جرّاف يجرف كل ما مر به . ولم يرد في المعجم الفعل ( انسحب ) بمعنى تقهقر أو نكص أو ترك . وذكر صاحب معجم الخطأ والصواب : يخطيء من يقول : انسحب الجيش . بحجة عدم ورود الفعل في كلام العرب بمعنى تقهقر أو نكص .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى